2012-01-14


[!غيـآب النور].
.
.
.؛

، لملمتْ شتآت كتبها و اسدلتْ غطآء وجهها وارتدت حذاءها بعجلة
، و انطلقت بعدمــا عــآنقت أمهـا بنظرة ٍ خاطفة

اتخذتْ لها مكانآ في الحآفلة .. بدأت ترتّبُ هِنْدامها ثم تنفّست الصعداء
مضغت علكة ً و راحت تنظرُ من النآفذة ِ و تتأمّل ذلك
، الوشآح الأسود الذي لمـ ينقشع من عُنُق ِ السمــآء ِ بعد
!ليُعْلِنَ عن إشــراقة ِشمس ِ الصبــآح

!.. كــآن طـُولُ الطريق ِ يًحَسِّسُهـا بالضجر
.. فتصبّر نفسها .. فلم يبقَ الكثير على نهآية ِالفصل ِ الدراسي

، توقّفتْ الحآفلة .. و الآن عليها أن تُكمِلَ المسير سيرآ على الأقدام
.. كــآن البـرد يُغلّف ذلك الصبــآح الشتـووي
!.. تحسستْ وشــآحهـا فلمـ تجدهـُ
!اوهـ ..! لقد نسيت أنهـا لفّته حول عُنُق والدتها لأنها أحستْ بالبرد

.. كــآن البرد يتسلل إلى صدرهــا و نحرهـا فترتعـشُ فرائِصُهـا برداً
!.. كــآن البرد يغرسُ وخزاتِ إبره بقوّةٍ و قسوةٍ .. فيزيدُ وهنها وَهْنَآ

_جمعتْ كفّيها و نفخت فيهما ثم دعكتهما ؛ لتشعل فيهما _فتيل الدفء
!.. تنفّسسَت بعمق فخرج البهواء من جوفهـا بخاراً

~.. دخلـت الصف .. أحسّتْ ببعض ِالدفء ِ يسكُنُ أضلآعهــا
مرّ الوقتُ متراخيّــآ .. كانت العقاربُ تتحرّكُ بكسل ٍ و كــآن البردُ جمدهـا
.. و أعــآق حركتهـا .. كــان الجو هادئاً .. ســاكنــآ
!.. إلا من زقزقة ٍ خافتة ٍ لعصفور ٍ لمـ يُهـــاجرُ بعد
!!.. و صوت مدرسة الرياضيّـآت و هي تتعــآركُ مع الأرقــآمـ المشآآكسة

: أخرجتْ ورقة و كتبت رســـالة ً لأمّهـــا

{ أمـّـي }
.. ســـامحيني
!.. كنتُ في عجلةٍ من أمري فلم أُقَبّلكِ ولم أًعانِقُكِ كمــا هوَ كُل صبآح

!.. أمـّـي
.. ســـامحيني
.. لمـ أكن صديقتكِ
.. و لمـ أشارككِ همومكِ
.. و لمـ أقاسمكِ آلامكِ
.. أو أشــاطركِ أحلآمكِ

.. أعدكِ أمـّـي أني سأعودُ
صديقة
حبيبة
مطيعة

!.. سأعود

(= .. ابنتكِ / نور

..

ثنت الرسالة و كتبت عليهـا "إلى حبيبتي" .. دسّتهـا في جيبهـا
.. وخرجتْ إلى الفنــآء لتتناول الإفطــآر

!.. لحظـــآت
.. و دوّى صوتُ انفجــار ٍ هزّ الأرض من تحتهـا
.. سقطت أرضـآ
.. فدوّى ثوتً الرصــآص بالقرب
.. سدت أذنيهـا
.. و بكت في خوف و هلع

.. هرعتْ الطــآلبــات إلى الفصـوول
.. حاولت أن تلحق بزميلآتهـا
!إلا أن رصــآآصـةُ غـدر ٍ اخترقـت نحـرهــا
فسقطتْ على وجههـا بلا حراك
بعدما هدأ القصف خرجت الطالبات فرأينها ملطخةً بدمها الطآهر!
.. نـُقِلَـت إلى المستشفى في حــآل ٍ حرجةٍ
.. ِقدمتْ أمهـا تجري في أروقة المستشفى كالمجنونة
!.. رأتهـا
.. تضمهـا
.. تشمّهـا
.. تهمسُ لهـا
.. تقّبـلهــا
.. ترقِـْيهـا

.. فتحتْ عينيهـا بمشقة
.. تحرك ثغرهـا بهمس ٍ ضعيف
!.. سـ .... سامحيني أمـّـي
!.. ِخذي ما بجيبي .. إنـ .. إنه لك

!.. بعدها همستْ بالشهآدتين بصوتٍ واهنٍ ورفعت سبابتهـا
"() كفكفت الأم دموعها و .. ضمّت جسدآ كانت روح طفلتها تسكنُه يومآ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لـِ نرتقي بالردود ؛ فالسموّ صفة المؤمن التقي :)